نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

تلخيص مؤلف ظاهرة الشعر الحديث _الجزء الثالث

الفصل الثالث تجربة الحياة والموت

عرف الواقع العربي في القرن العشرين مجموعة من الأحداث المتناقضة، تأرجحت بين الهزيمة والانتصار، والأمل واليأس، وإذا كانت تجربة الغربة عبرت عن حاضر الأمة العربية الذي تفشى فيها الخراب والدمار والانحطاط بسبب النكبة، فإن تجربة الحياة والموت شملت المستقبل.

مؤلف ظاهرة الشعر الحديث الفصل الثالث

 



تطرق هذا الفصل إلى مجموعة قضايا وهي :

التحول عبر الحياة والموت، وطبيعة الفداء في الموت وجدلية الأمل واليأس، ومعاناة الحياة والموت.

كانت الأحداث الحزينة والمؤلمة محط إلهام الشاعر، ومن أهمها نكبة فلسطين التي كان لها أثر كبير على نفسية الشاعر العربي، وهذا أدى إلى اليأس والإحباط والغربة والضياع الذي عبر عنهم في كثير من شعره.

لم يقتصر الشعر العربي الحديث على هذه الأشعار الحزينة القلقة، بل كانت هناك أحداثا أخرى تبعث عن الأمل، مرتبطة باستقلال الدول العربية ووحدة مصر وسوريا وتأميم قناة السويس، وهنا انبثق شعر الأمل والحياة واليقظة والتجدد والانبعاث وهذا ما يدور حوله الفصل الثالث.

وجد الشاعر العربي نفسه أمام هذه الأحداث في واقع متناقض ومختلف عن تاريخه الحافل بالأمجاد والازدهار الذي يعتبره الحياة، وبين مرحلة الإنحطاط والتدهور وهي مرحلة الموت ثم النهضة التي يرى فيها البعث.

وسيرصد الناقد تجربة الموت والحياة عند أربعة شعراء وهم : أحمد سعيد "أدونيس"، بدر شاكر السياب، خليل حاوي، عبد الوهاب البياتي. كل شاعر منهم وجد وسيلة للإنتقال من حالة اليأس (الموت) ويعني التخلف وسقوط الأمة، إلى حالة الأمل (الحياة) و تعني النهضة والتطور.

I- تجربة الموت والحياة عند أدونيس ومفهوم التحول


أدونيس : وسيلته نحو تحقيق الحياة والبعث هي التحول، ويرى فيه قانون الحياة، فالتحول عند الشاعر أدونيس لحظة موت وجود والمقصود هنا (التخلف) ليحل محله وجود أخر مغاير أي (النهضة) والتطور والازدهار، فالشاعر هنا يرى نفسه جزء من هذا الواقع العربي الميت والمتخلف ومع ذلك يؤمن بإمكانية بعثه. وأن التحول يخص الإنسان كما الحيوان والنبات والأشجار وحتى الكواكب، بعد غروب الشمس هناك شروق. قانون لا مفر منه وهو سبيل بعث الحياة والموت.

وقد عبر عن ذلك أدونيس في قصائده الشعرية حين يبدي الحيرة والتساؤل بخصوص الواقع المتخلف والموبوء، ويبحث له عن حل ووسيلة لبعث الحياة فيه. كما وظف كذلك مجموعة من الأساطير للتعبير عن مبدئه.

II- تجربة الحياة والموت عند خليل حاوي ومفهوم المعاناة


الشاعر اللبناني خليل حاوي : اقترح مفهوم المعاناة على عكس أدونيس الذي اعتمد على مبدأ التحول، فلفظة المعاناة لها مكانة بارزة في مقدمات قصائده، كما أن الإحساس بإفلاس الحاضر وضعفه أصبح بالنسبة إليه حاجزا يعوق عملية الاختراق والتطهر التي تسبق الولادة الجديدة، بمعنى عسر الأمة العربية على الخروج إلى الحياة المزدهرة، وهذا يشبه حالة المخاض ويستحق الصراع والمعاناة من أجل الوجود (الولادة)، وعملية التحول من موت إلى الحياة قد يطول أمدها وقد لا تتحقق إلا مع الأجيال اللاحقة.وهذه بعض الأبيات الشعرية من قصائد الشاعر :

أنتم أنت يا نسل إله

دمه ينبت نيسان التلال

أنتم أنتنّ في عمري

مصابيح، مروج وكفاه

وأنا في حُبّكم، في حبكنّ

وفِدى الزنبق في تلك الجباه

أتحدىُّ محنة الصـّلب،

أغاني الموت في حبّ الحياه.


III- تجربة الحياة والموت عند بدر شاكر السياب ومفهوم الفداء

الموت عند بدر شاكر السياب هو الفداء، ويعتقد أن الخلاص لا يكون الا بالموت ، لأن الموت والمزيد من الفدائيين هو انتصار للحياة لأنه شرط أساسي للبعث.

ويرى الباحث أن قصائد السياب جاءت مثقلة بمعاني الموت، ويبرز هذا جليا في قصائده "النهر والموت" حين ختم القصيدة بـ " إن الموت انتصارا"، وطبيعة الفداء في الموت تزداد عمقا وشمولية حين تأخذ الصبغة الأسطورية كما جاء في قصيدته "المسيح بعد الصلب". مِؤكدا أن حياة المسيح بعد الصلب ستكون خصبة وأعظم من حياته السابقة، كماأن موته سيمثل بعثا حقيقيا لأمة بأكملها.

لكن فكرته لن تنجح أذا امتنع البطل عن فكرة الفداء والموت وجوارحه مرتبطة بالحياة ! حينئذ تفقد الأشياء قدرتها على التجديد، وإذا حدث بعث فسيكون بعثا زائفا.

IV -عبد الوهاب البياتي وجدلية الأمل واليأس


انطلق البياتي من فكرة جدلية الحياة والموت، وأن مصدر الأمل عنده هو قيام الثورة التي لا ترتبط بمكان أو زمان، وأن الشعوب التي قامت بثورة تحقق لها الأمل كالثورة الصينية والفرنسية والثورة الروسية.

ومن خلال دراسة المجاطي لتجربة عبد البياتي ميّز بين مرحلين في حياته...

- أولا : قدرة الشاعر الكشف على واقع الانهيار الذي آل اليه المجتمع العربي.

- ثانيا : النزعة التفاؤلية التي سيطرت على المضمون العاطفي لأعماله.

أما مصدر اليأس فيرتبط بالثورة العربية التي توظف كل طاقاتها لإجهاض نفسها كلما سنحت الفرصة لذلك. ويظهر الصراع الجدلي بين الموت والحياة في شعر البياتي من خلال ثلاثة منحنيات :

منحنى الأمل : وهو انتصار الحياة على الموت وهي الخطوة التي تقود إلى الحياة (النار والكلمات - الكلمات لا تموت - سفر الفقر والثورة)

منحنى الشك : انتصار الموت على الحياة، حين يبدأ الشك في النضال.(ديوان الموت في الحياة)

منحنى الانتظار : هنا تكافؤ بين الحياة والموت ولا ينتصر أحدهما على الآخر كما في ( ديوان الذي يأتي أو لا يأتي).

وخلص المجاطي في هذا الفصل الثالث إلى أن هذه التجربة لم تلق تجاوب الجمهور العربي لهذا الشعر الحديث .

V -أسباب عدم تجاوب الجمهور العربي مع الشعر الحديث


وختم الناقد أن هذه التجربة لم تلق استحسانا من الجمهور العربي نظرا لمجموعة من الأسباب :

- العامل السياسي: ويتجلى في خوف الحكام من المضامين الثورية لهذا منعوا بعض الدواوين الشعرية وسجنوا أو نفوا بعض الشعراء.

- العامل الديني : الخوف من قيام هذه التجربة الشعرية بتشويه الشخصية الدينية والقومية العربية.

- العامل الثقافي : اقتناع بعض المثقفين منهم النقاد والقراء بجمالية الشعر القديم، ورفضهم للتجديد والشعر الحديث.

👇

ملخص مؤلف ظاهرة الشعر الحديث وفصوله الأربعة 

👇

 الفصل الأول من كتاب ظاهر الشعر الحديث: التطور التدريجي

 👇

الفصل الثاني من كتاب ظاهرة الشعر الحديث:

الغربة والضياع 

👇

الفصل الرابع من كتاب ظاهرة الشعر الحديث: الشكل الجديد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الروح والجسد " كتاب مصطفى محمود

كتاب الروح والجسد مصطفى محمود الروح والجسد مصطفى محمود "الروح والجسد" كتاب للكاتب المصري مصطفى محمود ، وهو عبارة عن مجموعة من المق...