ظاهرة الشعر الحديث
عرض الناقد مؤلف ظاهرة الشعر الحديث مبرزا أهم التطور التدريجي للشعر العربي عبر مدارس مختلفة، بعد أن كان الشاعر مقيدا من طرف النقاد واللغويين الذين ربطو الشعر بأسس ومعايير خاصة، تحد من حرية إبداع الشاعر، فانبثقت حركة الشعر الحديث من جدار الظلام، وبزغ شعاعها حين انتفضت، وقامت بتغيير جذري، أعادت فيه الاعتبار لهموم الشاعر والتي همشتها مدرسة إحياء النموذج التي تحاكي الشعراء القدماء، في لغتهم وأسلوبهم وأصبح بعد التطور، القدرة على التعبير بإحساس ذاتي ولغة سهلة وبسيطة.
تلخيص ظاهرة الشعر الحديث |
كتاب ظاهرة الشعر الحديث يتكون من أربعة فصول موزعة كالتالي :
بعد الفصل الأول الذي يخص التطور التدريجي للشعر، جاء الفصل الثاني بعنوان الغربة والضياع، وسنحاول في هذا الفصل الأخير أن نتطرق للمضمون هذا الجزء مع أهم ماجاء به المؤلف من عوامل وأسباب تطور الشعر العربي من خلال كتاب ظاهرة الشعر الحديث.
تلخيص الفصل الثاني من مظاهر الشعر الحديث
استفتح الناقد أحمد المجاطي في هذا الفصل بذكر أهم العوامل المساعدة على نشأة الشعر الحديث، وقد تجاوز التجربة القديمة التقليدية والرومانسية .
1-ماهي أهم العوامل التي ساهمت في تطور الشعر الحديث؟
لخص الكاتب هذه العوامل في عدة أسباب وهي فيما يلي:
-النكبة الفلسطينية لسنة 1948م والتي كان لها اثرا كبيرا في نفسية الشاعر العربي، الذي انتفض أمام المعرفة التقليدية، وتغيرت نظرته للشعر القديم فاعتبره سبب هذه الهزيمة وتخلف الأمة العربية، وانطلق نحو التنقيب والبحث عن التجديد باحتكاكه بالثقافة الأجنبية.
-الإنفتاح على الآداب الغربي والشرقي حيث كان الأدب في الدول الغربية مزدهرا أنذاك، وكان الشعراء العرب يتطلعون لأعمالهم الأدبية من شعر، رواية عالمية، مسرح....الخ.
- التأثربأعمال بعض المبدعين العالميين مثل: فلاديمير، والتركي ناظم حكمت، توماس أليوت صاحب قصيدة " الأرض والخراب"، كويستن هيو اودن، بابلو نيرودا...
أي التأثر بعامل المعرفة من خلال أعمال الروائيين والمسرحيين و....
2-أسباب ظهور معاني الغربة والضياع
جاء الشعر الحديث بمعاني الغربة والضياع والتمزق بشكل مستفيض في إبداع الشعراء المستحدثين، كلمات أثارت انتباه الدارسين، ظاهرة جعلتهم يبحثون عن عوامل هذا الآداب الحديث، وعن أسباب هذه المعاني التي لفتت فضولهم.
وعند البحث والتدقيق خلص الباحثون إلى ارجاع هذه الظاهرة الى عوامل عدة عوامل من بينها:
- التأثر بأعمال بعض الشعراء الغربيين من أمثال توماس اليوت في قصيدته "الأرض والخراب" وخاصة مع الشاعر العربي "بدر شاكر السياب".
-والتأثر بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين الوجوديين الذين كانوا يؤمنون بالفلسفة الوجودية، كألبير كامو، وجان بول مارتن، وبعض الناقدين مثل كولن ويلسن..
-عامل المعرفة، فالشاعر العربي أصبح يمتلك المعرفة التي تعتبر الزاد والسلاح التي تجعله في قدرة التعامل مع الكون والحياة، لكن في نفس الوقت أصبح أكثر هما وغربة وضياعا.
3-مظاهر الغربة في تجربة الشعر الحديث
الضياع والغربة التي جاءت في المؤلّـًف قسمها الكاتب في ظاهرة الشعر الحديث الى أربعة أنواع:
الغربة في الكون
الغربة في المدينة
الغربة في الحب
الغربة في الكلمة
قسّم الكاتب الغربة في ظاهرة الشعر الحديث إلى أربعة أنواع:
- الغربة في الكون
هي نتاج نكبة فلسطين وضياع أمجاد التاريخ والشعور بالذل والمهانة مما جعلت الشاعر يعتزل الحياة ، هذه الهزيمة جعلته يرى الحياة بمنظور عبثي ليست له حماية ولا قانون تائه بلا خالق، وأنه وحيدا يرفض العيش ويشك في كل شيء، وأصبح يتمنى الموت لأنها خلاصه مادام الكون بالنسبة شيء لا يحكمه القانون ولا عقل أو منطق.
- الغربة في المدينة
ينقل هنا الكاتب أن الشعر الحديث تسيطر عليه أحاسيس المدن الكبرى، فقد جاءت مجموعة من القصائد تتحدث عن المدينة، ومدننا العربية فقدت مظاهر الأصالة، وأصبحت هندسة بيوتنا تضاهي مثيلتها في الغرب، (العمارات – الطرقات..) والشاعر العربي الحديث اعتبر هذا التقليد لا يناسب الواقع العربي المهزوم، مما جعله يشعر بإحساس الغربة. فجاء شعره تعبيرا عن هذا الإحساس.
- الغربة في الحب
يرى الباحث أن الشاعر الحديث فشل في تحقيق الطمأنينة والسكينة بداخله بتكوين علاقة حب مع المرأة هذا الحب الذي تحول إلى مرارة، ولم تعد أنوثة المرأة وجمالها وكل جسدها يحقق ذلك التوازن النفسي والاستقرار الداخلي، و تلك الرغبة التي تكفيه للتخلص من كل همومه وشعوره بالوحدة.
-الغربة في الكلمة
اعتقد الشاعر العربي الحديث أن بالكلمة، والشعر، يستطيع أن يغير الواقع الفاشل المهزوم، وأن القلم مثل حد السيف، له دوره المهم في إصلاح المجتمع، إلا أنه اصطدم بالواقع حين اكتشف غير ذلك، وجعله يدخل في حالة الإحباط واليأس والصمت، هذا الأخير الذي قاده إلى مغارة الغربة، حين لم يعد للشعر وزن ولا للكلمة قيمة وهمة.
وفي القسم الأخير من الفصل الثاني، انتهى الناقد من تحديد أنواع أخرى من الغربة في الشعر الحديث، وذلك بتحليل قصيدة "فارس النحاس" للشاعر عبد الوهاب البياتي ، حيث تحدث عن ألوان أخرى من الغربة، منها :
الغربة في المكان، والغربة في الزمان، إحساسه بالعجز، وتشبثه بالحياة، والشعور بالموت، والاحتماء بالصمت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق