ملخص قصة مأتم الورود
مأتم الورود عبارة عن قصة تحمل بين طياتها مجموعة رسائل لرجل أحب فتاة منذ الطفولة، قصة عشق غرست في صدره وترعرعت لتشب معه وتستقر في نوة قلبه. ومع الوقت اضمحل الحب و تناثر تناثر الرماد في مأتم هندي، ولم يبق منه غير ذكرى وخطوط من الفؤاد نسجتها الأنامل، رسائل نفضت غبار الماضي تحمل اسم "حبيبة" بعد أن طوتها الأيام في دفتر الشقاء على الرفوف.
قصة مأتم الورود سميرة بنت الجزيرة العربية |
أربعة وثلاثون رسالة سردت من خلالها الكاتبة قصة عشق، تحاول النفاذ معك الى جوهر شخصية "غالي " كاتب الرسائل حتى نفهم من خلالها قيمة الحياة والحب في نظره.
بين طيات هذه الرسائل خيال واسع لهذا الرجل، متقد العاطفة، مرهف الوجدان، احب "حبيبة "منذ طفولته حبا جنونيا ملك فؤاده ووجدانه، هذه الفتاة التي استطاعت ان تعبر عن آماله و الامه، وعن خلجات صباه ومطامح نفسه، وشعر أن تأثيرها أقوى من كيانه.
كانت حبيبة تروق له نظرا لجرأتها، وتطلعاتها للحياة، وذكاءها الذي لايبدو من نظراتها ولكنه تركت في نفسه تساؤلات وأثر عظيم.
كان يرى "غالي"حبيبة "في كل ألوان الجمال الماثلة في الطبيعة، وكان يسمع في الوحدة رنين، ويرى في الليل لون شعرها، وجد غالي صعوبات كثيرة للزواج من حبيبة حيث أن أهلها أصروا أنهما اخوان في الرضاعة.
فرقتهما الأيام تزوج من قريبة له، كما تزوجت هي بشخص آخر. لم يسعدا بزواجهما، وافترق هو عن زوجته، كما افترقت هي أيضا عن زوجها، ومرت عليها أيام قاسية وفراق طويل وحرمان.
صمدا الاثنان أمام الشرع للحصول على إثبات قانوني بأنهما ليسا أخوات في الرضاعة، وحصلا في النهاية على ما أرادا بعد عناء طويل وانتظار مرير، تزوجا والفرح يملأ قلبيهما.
لكن حب غالي لها عذّبه أشد عذاب بعد زواجهما لأنه لم يكن واثقا من حب الفتاة له، وظل الشك ينهش مخيلته، فأخذ يعبث بحبه ويتنقل من بلد لآخر يلهو ويمرح لعله يجد فتاة أخرى لتنسيه حبه الأول، الغيرة أعمت بصيرته وفتكت أعماقه، وأحاطت به الوساوس وسيطرت على كل كيانه.
لقد أثمر الحب بين حبيبة وغالي طفلة جميلة، لكن سرعان ما افترقا بعد أن انطفأ وهج شمعة الهيام، وعصف بينهما الكبرياء، وتبعثرت المشاعر وتوغلت الخيانة و استحال التواصل.
كانت الصدمة كبيرة على حبيبة ولم تتقبل أن يلعب بمشاعرها رجل، بعد أن كانت شعلة الحب بلغت أوجها، كيف لغالي الذي كان يلازمها في كل مكان ويتبعها كظلها أن يشك بها للحظة واحدة !؟، هي التي اقترنت به سارت معه على درب الحياة والتضحية، كانت تحنو عليه وتسهر على رضاه، تشجعه لتحقيق طموحه وآماله، تنصت لرنين عقله و تشع بضوء سعادته.
افترقا عدة مرات عن بعضهما لعل الأمور تتحسن وتتوضح، لعل الغمامة السوداء بينهما تزول وتنجلي، لكن للأسف! لم ينجحا في تجاوز الصعاب، و لم ينتصرا بالقفز على الحواجز، وبهذا لم يصمد الزواج طويلا.
مع كل فراق كانت حبيبة تتمنى أن تمتد بها الأرض و تطويها. الحياة لم ترحمها فكانت تلعنها ولكن تستغفر الله. وأمضت السنين تتقلب في غمرة الوحدة وترتعد من مواجهة المستقبل المجهول.
في نهاية الرواية، بعثت الكاتبة رسالة رقيقة من" قصة مأتم الورود" ومقطوعات من الرسائل التي دارت بين العشيقين في أوقات مختلفة، عبارة عن ذكريات لقصة حب أيام الزمن الجميل لم يكتب لها النجاح.
السؤال المطروح والذي يطرح العديد من العشاق، كما طرحته حبيبة في القصة، هل الحب غير موجود على الإطلاق؟
وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر يعتبر نتيجة منطقية له وهو أن الحب الذي نتمناه لايدوم مع أحداث الحياة وتقلباتها، و أن السعادة التي نتمناها حلم نسعى إليه بكل إرادتنا وما لدينا من قوة واندفاع.
وهل يعيش الإنسان في إطار الأشياء الجميلة السعيدة في حياته، وينسى أو يتناسى تلك الأشياء التي تشوه صورة هذه السعادة؟.
وهكذا كان تلخيص كتاب مأتم الورود.
نبذة عن سميرة بنت الجزيرة العربية
سميرة بنت الجزيرة العربية سعودية الأصل ابنة محمد خاشقجي، وشقيقها رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي تاجر السلاح المعروف.
تلقت سميرة بنت الجزيرة العربية دراستها في مصر حيث بعثها والدها أواسط الخمسينات لحصول على شهادة تعليمية رفقة اخيها عدنان، تابعت دراستها في كلية التجارة في الإسكندرية وحصلت على شهادة في الاقتصاد.
سميرة محمد خاشقجي التقت مع رجل الاعمال صاحب متاجر هارودز محمد الفايد على شاطىء بحر الاسكندرية، ليتزوجا بعد ذلك سنة 1954 ، استمر الزواج لسنتين حتى 1956، وكانت ثمرة هذا الزواج طفل وهو دودي الفايد الذي تلقى مصرعه في باريس مع الأميرة ديانة سنة 1997 في حادث سير خطير.
تزوجت سميرة مرة أخرى بعد انفصالها من محمد الفايد برجل اخر سعودي اسمه أنس ياسين عاشت معه في الهند ورزقت معه بطفلة اسمها جمانة قبل ان تتطلق مرة اخرى.
ثم تزوجت للمرة الثالثة بشاب لبناني كان يعمل مع شقيقها وهو عبد الرحمن الأسير عانت معه كثيرا وتسبب لها في العديد من المتاعب النفسية.
وقد توفيت سميرة بنت الجزيرة العربية عن سن 51 سنة على إثر نوبة قلبية .
مؤلفات سميرة بنت الجزيرة العربية
لها عدة أعمال أدبية، تحولت بعض منها لأفلام سينمائية عام 1974م ، كرواية" بريق عينيك" والتي قام ببطولتها حسين فهمي و مديحة كامل، رواية وراء الضباب، 1971م، ورواية "مأتم الورود" عام 1973م وأخر روايتها "تلال في رمال"، وقد كانت وفاتها رحمها الله سنة 1986م إثر أزمة قلبية عن عمر 51 سنة.
أصدرت أول رواية سنة 1958م واسمها "ودعت آمالي، و ضعت عليها أسما مستعارا"سميرة بنت الجزيرة العربية" ثم بعدها رواية "ذكريات دامعة" سنة 1961م والتي قدمها لها الأمير نواف بن عبد الله.
👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق