تلخيص رواية المقامر دوستويفسكي
المقامر رواية من أعمال الكاتب العالمي دوستويفسكي، تجربة جديدة في عالم القمار من روائع الأدب الروسي، قصة عشق فالكسي ايفاتوفتش بالطاولة، ليقع في حب آخر أفقده صوابه إزاء الغموض الذي يلف بولينا وعدم فهمه لها، فقد استطاع المؤلف أن يغوص في حالة المقامر ويبرز المشاعر الحقيقية التي تسجنه بأسلوب تحليلي فاق الوصف، ومن هنا سنقوم بتحليل رواية المقامر.ملخص رواية المقامر
رواية المقامر قصة عشق من نوع أخر وهو حب الطاولة، تحكي عن شاب معلم يدرس أبناء جنرال روسي، هذا الأخير الذي ينتظر وفاة عمته، وهنا دوستويفسكي يشرح الشخصيات وما يدور في نفسيتهم ودواخلهم من تضاربات في المشاعر، وخلال قراءتك الرواية ستكره الشخصيات الا الجدة التي سيجعلك تتعاطف معها بدرجة اقل، هذه الشخصيات التي تجعلك تستفز من ذلك العالم، ستجعلك الرواية في حالة الهدوء والغضب، في حالة استفزاز وراحة أعصاب، من خلال تحليل الرواية يأخذك فيودور دوستويفسكي الى رحلة قصيرة تكتشف فيها طاولة القمار، وهو رهين ذلك العالم ومنفصل تماما عن المحيط لا يهمه الربح أو الخسارةفقط إشباع الذات، ويصف بشكل دقيق حياة المقامرين وما يجول بدواخلهم عند الخروج من الكازنو يتحدث عن هواجسهم ومشاكلهم.
كتب دوسويفسكي (dostovsky) رواية المقامر في 26 يوم وفي هذه الرواية يتكلم عن نفسه لأنه عاش هذه التجربة ولكن بلسان البطل & فالكسي ايفاتوفتش & وهوشاب في مقتبل العمر يبلغ حوالي 25 سنة من عمره حاصل على شهادة جامعية شاب قوي الشخصية يعمل لدى جنيرال هذا الاخير يقع في مشكلة مادية، ويتعلق بشخصية روائية اسمها &أنسة بلانش& فرنسية وكوكبة من الشخصيات الروس،
باولين ألكسندرفنا"بولينا" ابنة أخ الجينرال التي يقع بحبها بطل الرواية هذه الكوكبة من الشخصيات الروس متواجدين في المانيا ينتظرون حدثا مهما وهو وفاة انطونين فاسيلقنا تراسفتش، وهي الجدة عمة الجنرال غنية جدا تمتلك العقار والأموال، فكان يترقب موتها بفارغ الصبر حتى يرث كل تلك الأموال ويتزوج بلانش.
المقامر دوستويفسكي
من خلال قراءتنا التحليلية لروايات دوستويفسكي نجده يركز كثيرا على حياة أغنياء الروس ومجمل اهتمام هذه الشخصيات تهتم بالمال والمناصب، فمثلا الانسة بلانش التي يصفها بالجمال وصفا كاملا لكنه يرى أن وجهها من الوجوه التي توقظ الرعب في النفس وهي خطيبة الجنرال تركز على الثروة وتحب المال، & فالكسي ايفاتوفتش & الشاب الجامعي لا يهتم بالمال عند المقامرة، لكن العادة جعلته يتمسك بهذا السلوك، يذهب ويقامر بجنون يربح أموالا طائلة فينفقها في نفس اللحظة، ولكن حين وقع في حب بولينا، أصبح هاجسه جمع أموال طائلة حتى تعجب به وتقبل أن تكون حبيبته، ومن خلال وصف دوستويفسكي للنساء غالبا ما تجد ذلك التوتر والحيرة في روايته، في رواية المقامر يتساءل عن ما تكنه له بولينا هل هو احترام أم حب؟ هل تكرهه ؟ أحيانا يشعر أنها تكرهه وتحتقره، فرغم ذلك يسر على التقرب منها ويتحاور معها، الى أن جاء اليوم الذي طلبت منه بولينا التحرش بالبارون فيقبل العرض . والبارون شخصية مرموقة وقد كان هذا الرجل مع زوجته، هذا الشاب اليكسي فنوفيتش اندفع ليسبب إزعاجا لهذا البارون حتى يحصل على إعجاب بولينا ، ينزعج ذلك الرجل من الشاب إلى أن كاد يضربه بعصاه، وهذا التصرف جعل حدوث مشكلة بينه وبين الجنرال.
في رواية المقامر يصف ألكسي ايفانوفيتش باولين الكيسندرفنا كيف تستخدمه عبدا أو ساعيا من أجل بلوغ أهدافها ومعرفته أنها تعقد نيتها على لعب الروليت ليس رغبة في المقامرة ولا في المال كما لاحظ، وإنما بالاستعباد والإذلال فقط.
كان يصف المؤلف الشخصيات وعن سيرتهم العالية، ويعطي معلومات عن الأشخاص الذين كانوا على المائدة،يظهر هنا دي جيريو فرنسي، وقد بدا مشمئزا من هذه الشخصية الذي يتكلم بطريقة منمقة، له علاقة مصلحة مع الجنرال، وبولينا لها علاقة مع هذين الاثنين.
الجدة جاءت من روسيا إلى ألمانيا، تظهر نوع من المودة إلى بولينا و في نفس الوقت تعتبرها امرأة عقرب تلسع في صمت، تضمر الشر ولا أمان لها، وليست على قدر وافي من الوفاء، وكفكرة عامة فالجدة غير راضية بالمجموعة بصفة عامة.
سندرك فيما بعد أن بولينا لها اخوين صغيرين تخاف على مصلحتهما كثيرا مما يسبب لها التوتر، ونلاحظ في هذه الرواية أن البطل يقامر ليس من أجل تكوين ثروة بل لأغراض نفسية باطنية فقط وهو إشباع النفس بطريقة فلسفية رائعة، ونحن نعلم مدى قدرة دوستويفسكي على تحليل نفسية الأشخاص بقدرة هائلة، وهو الرجل الذي كان يقامر لعدة سنوات ويحاول ان يبرر هذا التصرف من خلال الرواية.
ويصف لنا الكاتب كيف تلعب المقامرة ويحيطنا بعلم المقامرة وكيف تجرى تلك الأرباح وقواعد اللعبة، وقد شرح هذا حين تم اللقاء مع الجدة في الكازينو، التي جاءت من روسيا لمزاولة القمار وتربح العديد من المبالغ وتفرق الأموال على الخدم وتنفقها بشكل كبير، وهنا يوضح لنا كيف يتم الفخ والتعلق بالمقامرة حتى مع الشيوخ هذه الآفة التي تصيب الشخص بأضرار كبيرة . ويصف خطورة الإدمان على المقامرة.
تستمر انطونين فاسيلقنا تراسفتش في المقامرة حتى تخسر كل شيء، فتقع في الغضب واليأس فتتأزم نفسيا وتمرض وحينها تطلب من خادمتها العودة إلى موسكو، وتطلب من بولينا مرافقتها بينما هذه الأخيرة ليست على ما يرام، وهنا يقع القارئ في حيرة حيث مجموعة من التناقضات حيث يتساءل عن أهدافها وشعورها الحقيقي اتجاه & ايفاتوفتش & وتظهر بولينا حاقدة على السيد ليجيريو وظهور نوعا من الشكوك لأنه يرى ان هذا الاخير يمارس نوعا من السلطة على بولينا، فيبدأ فالكسي ايفاتوفتش الشك على أن هناك علاقة بين دي جيريو وبولينا.
تظهر شخصية مستر آستلي الذي يحب الجدة وهو مقرب من فالكسي ، فاز بعدد كبير من المال فاتجه إلى بولينا وقدم لها المال في انتظار اعترافها له بالحب، الا ان بولينا رفضت المال وغادرت المكان وجعلته أكثر حيرة، من خلال الرواية نلاحظ أن دوستويفسكي لم يندم للحظة انه زاول المقامرة، فقد كان همه فقط هو اظهار ذاته.
علمت بلانش بربحه كل تلك الأموال، فصارت تتقرب منه وتعبر له على أنها تحبه طمعا، لتسافر معه إلى فرنسا وتصرف الأموال وتشتري كلما ترغب به، تموت الجدة وترحل الينا الى مكان غير معلوم، ويكتشف في النهاية ان ألينا كانت تحبه وهو لا يعلم ذلك، وانها غادرت لإدراكها أن فالكسي ايفاتوفتش لن يقدر على مقاطعة المقامرة وهنا كانت الصدمة..ويشعر بندم حقيقي ويبكي وأنه خسر بولينا بسبب المقارنة.
اقتباسات من رواية المقامر
1. يكفي أن أكون متعلقا صبورا مرة واحدة في حياتي أن أكون قوي الإرادة حتى أغير مصيري في ساعة.
2. أستطيع أن أحيي موتي فأستأنف الحياة، أستطيع أن أكتشف في نفسي الإنسان قبل أن يضيع.
3. قد تعقد صلات حتى بأناس تكرهه إذا قادت الظروف إلى ذلك.
تحليل رواية المقامر
في اقتباس قال فارس الزوين :
"إن عبقرية دوستويفسكي وقدرته على فهم الطبيعة الانسانية بما تملك من ضعف ووحشية واندفاع بل إن دوستويفسكي برع في وصف قاع الرذيلة ، التي يمكن أن يسقط فيها الإنسان من خلال صورة مجتمع بشع تطفح منها رائحة الكذب والخيانة والطمع وكل ما لايمت للفضيلة بصفة، وهذا مايصل إليه القارئ من خلال أحداث العجوز وهي تندفع اندفاع المفتون أو المجنون نحو طاولات القمار وتخسر الالاف دون أن يكون لسقوطها رادع بل إن ثلاثة من المقامرين البولونيين يقفون خلفها في مشهد استغلال وسرقة واضح المعالم ويدفعونها نحو الهاوية بكل ما يملكه الانسان من وضاعة وحشية وهم يعبئون جيوبهم بما يسرقونه وما يكبشونه من أموالها التي أصبحت نهبا لهم تحت غطاء الخسارات الفادحة في لعبة الروليت مع عجزها الكامل على الحفاظ على أموالها ومسكها بيدها بل وحتى عجزها عن وقف اندفاعها نحو هاوية الخسارة الفادحة حتى يصل بهم الأمر إلى أن يتخاصموا و يتشاجروا في تقسيم سرقة أموالها أمام عينها ومن دون أن يحسبو لها ولوجودها أي حساب بعد أن يتبخر آخر قرش تملكه في مشهد يستحضر الى الأذهان وليمة وحشية لمجموعة من الضباع المسعورة وهم ينهشون بطن بقرة عجوز".
ملخصات روايات دوستويفسكي
ملخص رواية الجريمة والعقاب للكاتب فيودور دوستوفسكي
ملخص رواية الشياطين فيودور دوستويفسكي
ملخص رواية الأبله فيودور ميخائيل دوستويفسكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق