ملخص رواية الفقراء دوستويفسكي
1- نبذة عن رواية الفقراء
رواية الفقراء للكاتب العالمي فيودور دوستويفسكي من أفضل الروايات في الأدب الروسي، كل رواية كان يكتبها تصل إلى القلوب لأنها تجسد واقعا كان في الماضي، ليس بالضرورة أن تطابق شخصيات العمل الأدبي شخصية كاتبها لأنها كيانات مستقلة بذاتها، لكن هناك إبداع يؤرخ حقبة من الزمن، ويسجل تلك الحياة، يصف حياة الكاتب ومعاناته أحيانا كثيرة، لهذا أغلب رواياته تصل إلى النفوس وتغزوها.
 |
| رواية الفقراء دوستويفسكي |
الفقراء تترجم بالمساكين أو التعساء، عدد الصفحات
221 ، هي من أول روايات فيودور دوستويفسكي كتبها على مدار 9 أشهر سنة (1844-
1845)، نشرت رواية المساكين لأول مرة في مجلة _فاذرلاند نوتس_ الأدبية ثم بعد ذلك في
روزنامة " مجموعة سانت بطرسبرغ" وقد قال دوستويفسكي في رسالة إلى أخيه
ميخائيل 30 سبتمر 1844 " أنا أكتب
رواية بحجم رواية أوجيني غراندي ، إنها عمل أصلي إلى حد ما" وفي 23 مارس 1845
كتب مخاطبا شقيقه مرة أخرى " لقد أنهيت كتابة الرواية في نوفمبر ثم أعدت
كتابتها في ديسمبر ، ثم مرة أخرى خلال شهري فبراير ومارس . أنا راض جدا عن روايتي، إنها عمل أدبي جاد و
أنيق..." وكان حينها دوستويفسكي يعيش ضائقة مالية بسبب حياة البذخ التي كان يعيشها
أنذاك، و بسبب إدمانه على القمار دون تأمين لحياته المستقبلية.
ورغم انه ترجم روايات إلى لغات عدة، إلا أنها لم تحقق له النجاح وقرر أن يكتب قصة لنفسه إدراكا منه لجمع المال دون الائتمان من وسائط محيطة تدينه كل مادعت الضرورة لإسقاطه في قروض و دعوى محكمة هو في غنى عنها، تجبره الدخول إلى السجن.
2- ملخص كتاب الفقراء لفيودور دوستويفسكي
رواية الفقراء، رواية جعلت فيودور دوستويفسكي اسما مشهورا ودفعت به إلى واجهة الأدب الروسي، مما أتاح للناقد الروسي المعروف بيلينسكي الذي يخشاه الكـُتـّاب لنقده اللاذع أن يقول له"هل تستوعب حقاً أيها الشاب، كل تلك الحقيقة التي كتبت عنها ؟ لا، أنت لن تقوى على إدراك ذلك وأنت في العشرين من عمرك. إنما الإلهام الفني، تلك الموهبة المستمدة من الأعالي، هب التي ألهمتك، فأحترم فيك هذه الموهبة، ستصبح كاتبا كبيرا".
كتاب الفقراء رواية عبر فيها دوستويفسكي بكل مشاعره عن مكنونات بداخله، وانحيازه إلى الطبقة الفقيرة الذين يعيشون الاضطهاد بين مطرقة الشر والخير، هي أول رواية في تاريخ الأدب العالمي جاءت على شكل رسائل من بدايتها إلى نهايتها، وهي عبارة عن رسالة بين بطلين، عجوز وفتاة جميلة بئيسة وفقيرة، ماكار ديفوشكين وفارفارا دوبروسيلوفا، وهما أبناء عمومة فقراء. تستسلم الفتاة أمام عجوز مليونير يعرض عليها الزواج فتقبل، يشجعها الكاتب من أجل تأمين حياة سعيدة لكنه يندم، لأنه في نظره ستكون مجرد تحفة في بيت الأغنياء، و يشبه حياة الفقراء بفتاة تعرت في خجل أمام الناس.
من خلال هذه القصة استطاع فيودور دوستويفسكي في "رواية الفقراء" ان يعري المجتمع والنفوس البشرية تعرية لا مثيل لها، كشف عن طبقة اجتماعية كادحة طالما عاشت تعاني، ولازالت تئن في صمت، غاص في كنه إحساسهم بكل دقة حتى فرويد عجز الغوص في النفوس البشرية كما فعل هو. فهذه الرواية لا تختلف كثيرا عن الحياة الصعبة التي كان يعيشها الكاتب رغم أن الكتابة تحرره من نزعات التوتر والانفعال التي تجتاحه، فغورشكوف إنسان بسيط يعيش في غرفه صغيرة مع عائلته يكبت ألمه ومعاناته عن اقرب الناس إليه زوجته بعد ان فقد ابنه ( نيكيتا ) بدافع عجزه عن معالجته من مرض أصيب به فصار موت الابن صاعقا.
في رواية الفقراء كتبت فارينكا الطفلة الصغيرة رسالتها الى العجوز ماكار ألكسيفيتش تتحدث له عن عن حياتها الماضية فتقول فيها : "لم أكن أبلغ من العمر حين توفى والدي سوى أربع سنوات كانت طفولتي أسعد لحظات حياتي ، لم تبدأ طفولتي هنا ، وإنما بدأت بالريف، في مقاطعة بعيدة عن بيترسبورغ، كان والدي ناظر أملاك الأمير الشاسعة المشارك في الحكومة، وكنا نحن في قرية من قرى الأمير السابق، نعيش هناك بكنف هادئ وسعيد، وكنت حينها صبية حادة الطباع ، أقضي وقتي بأكمله في الركض بين الحقول والغابات والبستان، ولم يكن أحد يهتم لتعليمي ، أو لتلقيني أي شيء. وكنت أنا سعيدة بذلك، ويحدث لي أن أركض منذ ساعات الصباح الباكر، إما في اتجاه المستنقع ، أو الغابة ، كنت أهرب من القرية دون أن أعرف إلى أية وجهة تأخذني رجلي، غير عابثة بلهيب الشمس ولا بالأدغال الشوكية التي ظلت تمزق وجهي، وتحيل كسوتي إلى مجرد أسمال، لذلك كنت أتلقى التوبيخ والتقريح عند عودتي للبيت، لكني ظللت لاأكترث لحدوث ذلك أبدا" ص 35
لقد جسد لنا دوستويفسكي في أعماله ذلك الصراع النفسي الذي عانى منه المجتمع الروسي خلال حقبة مضطربة سياسيا واجتماعيا في القرن التاسع عشر ، وقد تم تصنيفه كأحد أكثر علماء النفس تأثيرا في عالم الأدب، لما تميزت به أعماله من حدة.
3- قراءة عن حياة فيودور دوستويفسكي
كان فيودور شابا ذكيا، نبغ في دراسته الأكاديمية، وقد حاز على الرتبة الثالثة في الصف المدرسي و تخرج على دفعته بشرف من كلية الهندسة ، كانت روسيا حينها تمر بظروف مضطربة سياسيا، تم إجباره وإخوانه على أداء الخدمة العسكرية التي كان يكرهها بشدة، عانى في شبابه من عدة صراعات، فقد تم اعتقاله أثناء مشاركته في نشاطات ثورية وحكم عليه بالإعدام، ولكنه حصل على العفو في آخر لحظة، كما كانت صحته متدهورة، وكان يعاني من نوبات الصرع لم ينفع معها علاج ، ومع ذلك لم تمنعه مشاكله الصحية من الكتابة، وواصل كتابة روائعه الأدبية مثل : الجريمة والعقاب ، والإخوة كارامازوف، الشياطين، الأبله، الجارة...، وبرغم نجاح أعماله الأدبية، إلا أنه مر بأزمات مادية وصحية متعددة خلال حياته، لكنه تغلب على تلك العقبات، وأصبح أحد أشهر الكتاب الروس على مر التاريخ.
تناول الكاتب من خلال روايته عددا من الشخصيات يختلفون عن بعضهم البعض في طبيعة الحياة والمستوى الاجتماعي ، وكذلك في تطلعات كل منها.
4- اقتباسات من رواية الفقراء
"ألن يستطيع المرء أن يعيش في ركنه العادي، أيا كان
هذا الركن وفي أي جهة ؟ هل أصبح من غير الجائز للمرء أن يحيا دون أن يعكر ماء
جاره، على حد قول المثل، ومن دون أن يؤدب أحدا، خاشيا ربه مهتما بنفسه، حتى
لايؤذيه أحد أيضا، وحتى لا يدخل أحد إلى ركنه الصغير فيحشر أنفه في شؤونه الداخلية
، هل من الضروري أن يعرف كيف أعيش في بيتس، وهل أملك صديرة، وهل عندي ما أحتاج
إليه وهل آكل إذا جعت، وما طعامي، وما شرابي، وما هي النصوص التي أنسخها؟ أي ضير
ياماتوشكا في أن أجتاز الطريق ماشيا على رؤوس الأصابع اذا لم تكن الطريق مرصوفة،
حتى لا يهترئ حذائي ماحاجتهم الى الكتابة عن أخيهم أنه يمر بأيام بؤس وحرمان، وأنه
لا يحتسي قليلا من الشاي ؟ فهل من الضروري أن يشرب جميع الناس الشاي؟ هل أنظر أنا
الى فم كل إنسان لأعرف ماذا يدخل إلى بطنه؟ مع من سلكت هذا السلوك ؟ ومن أهنت هذه
الإهانة ؟ لا ياماتوشكا، عيب علينا أن نجرح إنسانا لم يمسسنا بسوء."
"إن رواية ما، هي نوع من العبث المكتوب لهدف عبثي ، من أجل تزجية الوقت في نشاط خامل : ثقي بي يا أميمتي، ثقي بتجربتي الطويلة، في اجتماعاتهم ، تسمعينهم يقصفون أذنيك بالحديث عن أحد الكتاب الذي يدعى شكسبير : "إن ثمة في الأدب كاتبا واحدا هو شكسبير ..." يقولون وإذن، شكسبير أيضا هو ضرب من العبث، كل هذا ليس سوى عبث، كل هنا لم ينشأ إلا للسخرية من الناس، والضحك عليهم " ماكار ديفوشكين .
"رباه ما أشقى الحياة وما أكثر أحزانها !"
"لانني إنسان بسيط ، رقيق ، هادئ، طيب القلب ، لم يرق لهم أن أكون كذلك ، فكان لا بد أن أدفع الثمن".
"ان الذكريات ، سواء أكانت ممتعة أم مؤلمة ، لتسبب للمرء دائما في المعاناة،
"عيب علينا أن نجرح إنسانا لم يمسسنا بسوء"
رواية الفقراء Fyodor Dostoevsky
ترجمة سامي الدروبي:
👇
👇
👇
ملخص رواية مذلون مهانون دوستويفسكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق