نظرية الفستق للكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي |
نظرية الفستق للكاتب والصحفي السعودي فهد عامر الأحمدي محطة للوقوف على العديد من الطرقاتــ، وقد وضح المؤلف أمورا كثيرة رائعة تستحق الإشادة، وعلى كل منا التأبط بهذا الكتاب لحفظ هذه القواعد التي تنير الطريق المسدود، وترشد التائه عن الذات و عن بناء الحياة والمستقبل، لأن الإنسان رهين أفعاله وتصرفاته لان الخطأ الصغير جدا غير محسوب، قد يغير الحياة ويسبب المشاكل غير المتوقعة والمعقدة الدائمة.. ولكي تتجنب الأخطاء عليك أن تتلافى المسببات الدقيقة المجهرية حتى لا تتصادم مع الأسباب الصغيرة التي تكبر وتتضخم، عليك أن تكون واعيا باحتمالاتها لأن الحياة كالخط المستقيم، أو كحبل بين جبلين منشقين، لا يمكن ان نتراجع عن أي تصرفات غبية أو حماقات طائشة ارتكبناها في آخر لحظة.
كتاب نظرية الفستق استوقفنا عبر العديد من المحطات، جعلتنا نراجع أنفسنا ونتساءل عن طريقة تفكيرنا الذي يشوبه الكثير من الغموض والأخطاء، وقد أتاحت لنا هذه النظرية تسليط الضوء على أهم الأفكار التي تجعلنا نفهم الذات بنصائح درر.
لقد تطرق الكاتب فهد عامر الأحمدي لعمق ذواتنا في اللاوعي وما ينجم عنه من أحكام ونتائج نتيجة ترسبات قديمة ورثناها منذ الطفولة في محيطنا هي من توجهنا بعد أن تخمرت في عقولنا لتبني حصنا من الآراء والأفكار علينا أن نلتزم بها باعتبارها الموروث المسلم به، اتخذناه الخيط الذي لا نحيد عنه لأنه السائد و السبيل الوحيد للنجاة، بصمه الأولون موروث من الماضي، لتسير عليه الأجيال القادمة.
ولتجديد الفكر يلزم التسلح برأي جديد نزيه وجرأة على النقد بقرار صائب، لتمكنك من الخروج من تلك الوقائع البالية، ولهذا تحتاج إلى التأمل والتدبر وحلول مستحدثة، وتحليلات لتلك الأحداث، و أسلوب الإقناع، لتوليد أفكار جديدة تتماشى مع الظروف، لأننا نعيش في نسيج منظومة كان لها تأثير وظروف اقتصادية واجتماعية خاصة انذاك، ولإزاحة كل تلك الموروثات والقيود تحتاج إلى صلابة الحجة والجرأة في التعبير للاعتراف بأننا محاصرين من المعتقدات السائدة ويلزم التطور من أنفسنا لنعيش ظروفنا الجديدة. وحين ننفض علينا غبار الأمس نستطيع بذلك أن نطور من أنفسنا ونصبح أحسن مما كان الجميع عليه من قبل.
لتحقيق التطور الذاتي والنفسي، طرح الكاتب عامر الأحمدي في "نظرية الفستق" نصائح بسيطة لاكتشاف الذات مع مجموعة من الخطوات...
ملخص كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد عامر الأحمدي :
نظرية الفستق أولا وقبل كل شيء كتاب سيغير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء، ولهذا طرح مجموعة من الأسئلة ووقف على عدة محطات..
1_ماهي خطتك في الحياة ؟
لا يمكن النجاح دون خطة مسبقة، من أراد أن يصل الى القمة والنجاح يجب أن يكون لديه خطة عمل مسبقة، ان تكون له أحلاما مسطرة في مفكرته والعمل على الوصول إليها، وهنا سر النجاح فأولئك الذين لا يصلون ليس لهم خطة في الحياة و لا خطة عمل ودون جدول زمني لن يصلوا أبدا لأي مكان على عكس من له هدف وطموح ويناضل من أجله ويرسم لوحة أفكاره آماله و يسابق الزمان و يحلم ويضع نصب عينيه الأمنيات ويغامر بشتى الطرق لتحقيق المال والسعادة والنجاح بصفات ايجابية و ابتسامة، بوضوح الغاية والرؤيا والبرنامج الذي يبنيه حلقة بأخرى.
2_جهل الذات
السبب الثاني للفشل في الحياة هو جهل الذات وعدم معرفتنا لأنفسنا وقدراتنا، يجب على كل واحد منا أن يعرف نفسه قبل معرفة الأخرين وفحص ميولنا ورغباتنا، ونسطر على كل مامن شأنه يرقى له الخاطر ما يحبه وما يكرهه، ندرس خبايا نفوسنا وننثر الغبار على كل مافي عقولنا ونزيح الضبابية في مسيرنا ونعرف مكامن الضعف فينا ومكامن القوة، لأن من أسباب فشلنا في الحياة ضبابية الأحلام وعدم معرفة ما نريده وإلى أي اتجاه نسير، ولهذا قدم لنا الكاتب نصائح لمساعدتنا فهم ذاتنا وإبراز مكامن الخلل و القصور.
- العودة الى الطفولة ومحاولة التذكر مانت هي امانيك الأولى لأن أحلام الطفولة كثيرا ماتكون نقية وتسيج برغبات حقيقية صافية لم يعكر صفو مسيرها الظروف ولا الزمن.
- أنظر ما يميزك عن غيرك من فن وموهبة أوتعليم، لان لكل شخص منا ميزة تختلف عن أي فرد في المجتمع هبة من الله، فقط تحتاج إلى صقل موهبتك أو النقب عليها داخل كهفك ربما تجد الكنز المدفون.
- تخيل نفسك بعد سن التقاعد هل هناك ماستندم عليه و اعمل على إقلاعه من مفكرتك أو حطمه قبل فوات الآوان.
3_احلم أحلاما كبيرة لتكون الانجازات عظيمة
الأحلام الصغيرة تنتهي مبكرا بانجازات بسيطة ومتواضعة و استعمل خيالا واسعا ليكون تحقيقه مبهرا و يظل استمرارك في الحياة له معنى وهدف.
4_التنبؤ
الأراء والأحكام المسبقة هي المسؤولة عن تشكيل مواقف اتجاهنا فمثلا أن تحذر من شخص على أنه مخادع و تكوين شكوك و سوء الظن والمعاملة بحذر معه، يعني، أنك تصنع آراء مسبقة اتجاه ذلك الشخص مع الاحتراز دون ثقة كاملة في اللاوعي المبطن يظل يوسوس لك بلا قصد مما يجعلك شخصية تصادمية معه أما ان فكرت بشكل ايجابي فإن العمل سيكون بنفس الثقة والمودة والراحة من الجانبين لأنك أعطيت إشارة الضوء الأخضر للاوعي بأن هذا الشخص يستحق الثقة الكاملة بنفس الطريقة والمستوى صدق الإحساس.
5_ أنت ما تعتقده عن نفسك
وهنا يقصد الكاتب فهد عامر الأحمدي في نظرية الفستق على أننا مانراه في أنفسنا و نعتقده في ذاتنا ونتصوره سواء كان ايجابي أو سلبي، وحتى أطفالنا تصنعهم تصرفاتنا و أقوالنا و ما يسمعوه من كلام اتجاههم، و هنا علاقة تبادلية بين تصرفاتنا الداخلية وما نشعر به و نحس به يعكس جليا على أفعالنا وتظهر للخارج. فحين تعتقد أنك جبان وغبي فإنك تصرف على هذا النحو و حين تعتقد بنفسك بشكل ايجابي و يحدث العكس يتملكك الزهو والثقة بالنفس، واثق الخطى يمشي ملكا.
لهذا يجب ان يكون حدبث النفس ايجابي وجريء و شجاع و متفوق لأنه اذا لم تفعل ذلك سيفعله الناس من أجلك ويدوسون على كبريائك و يضعف رأيهم فيك حتى يتمثل ذلك في حياتك و يوقع بشكل سلبي اتجاهك، ولهذا ينصح بالتعامل مع الأطفال برؤية ايجابية مع رفع معنوياتهم ووصفهم بالصفات الرائعة الجميلة التي تحدث الرضا في النفس حتى ينشئ جيلا واثقا يستطيع الرفع من مستوى الرأي والتغيير في حقبة هو يعيشها.
6_إلغاء قاموس السلبيات
- يجب التوقف في التفكير السلبي السودوي الذي يدمر النفسية ويترك الأثار السيئ بدواخلنا و ينعكس في التصرفات الخارجية للفرد، لهذا إلغاء السلبيات أولى من إضافة الإيجابيات,
7_التوقف عن التفكير السلبي المدمر
التوقف عن القفز مباشرة عن الاستنتاج قبل التجربة، والحكم المسبق على الأشياء والناس والاعتماد على أنصاف الحقائق، وخلق متهم رئيسي نحمله كل مآسينا، الفشل في رؤية الصورة الكاملة والتركيز على أنصاف الصورة أو جزء منها فقط، لأن أدمغتنا مثل عضلاتنا تنمو بكثرة الاستعمال.
- راقب مايفعله الأغبياء واكشف أخطائهم
- اختصر صداقاتك على الموهوبين والأذكياء فقط
- اجعل القراءة ومشاهدة البرامج العلمية عادة يومية
- لاتسلم على كل ماتقرأبل كن ناقدا
8_الأذكياء لا يفعلون التالي :
الأغبياء لا يتعلمون من أخطاءهم لا يغيرون أراءهم، أما الأذكياء فينتقون أفضل الحلول، الذكاء يعني التصرف بذكاء، لأن الذكاء لا تصنعه عوامل الوراثة بل حصيلة من التجارب والتعلم من الأخطاء.
يدركون أنهم أذكياء ولكنهم لا يتفاخرون بذلك ولا يستثيرون غيرة ولا عداء المحيطين بهم و يعرفون كيف يتحكمون بمشاعرهم ولا يتخذون متسرعة لأنهم يعلمون أن القرارات السليمة لا تتخذ في لحظة غضب، بل هم لا يتوقفون عن التعلم ويدركون مزيدا من المعرفة.
9_ تأتينا النتائج حسب اعتقادنا
الفوز أو الرسوب هي قناعات تتعثر بداخلنا، فكلما آمنا بالفوز تواكبت الظروف وتزينت لتحقيق الهدف، وكلما شعرنا بالانهزامية والتخاذل، وكلما واجهتنا العراقيل والعقبات من خلال التكرار الدائم في العقل الباطني بالسلب أو الإيجاب نحصل على النتائج، وعلى نيتكم ترزقون. لهذا يجب أن نعتمد على تقنيات الحظ السعيد، لأن الحظ حالة نفسية واجتماعية تعتمد على مهارات الإنسان الذي يخلقها لنفسه.
مواضيع كتاب نظرية الفستق تستحق الحفظ، وان تزين المكتبات بأبجدية حروفه، لما يتضمن من كنز معرفي ونصائح رائعة غنية بالطاقة الايجابية التي يحتاجها كل شخص منا لإزالة غبار الإحباط والخمول ومعانقة الأمل من جديد سعيا وراء تحقيق الأمنيات.
اقتباسات كتاب نظرية الفستق :
- لاتفكر بالنجاح بل بخلق عادة ناجحة
- قلبل دائم خير من كثير متقطع
- إن لم تعرف أين تذهب فجميع الطرق تِؤدي إلى اللاشيء
- سر النجاح يكمن في وضوح الهدف والمرونة في التنفيذ
- ينشغل الفاشلون بالمشاكل والعقبات بينما ينشغل الناجحون بتحقيق الهدف النهائي
- قناعتك بفعل المستحيل هي فقط ما تجعلك مؤهلا لفعل المستحيل
- إذا أردت النجاح بأقل جهد و أسرع وقت ممكن أو أردت زيادة فعاليتك والتمتع بوقت فراغ أكبر ابحث عن 20 في المئة الأكثر فاعلية في حياتك وتخلص من 80 في المئة التي لا تستحق ماتبذله من وقت وجهد وحرق أعصاب.
- النجاح لا يتعلق بالكم بل بالاستمرارية.
- الأذكياء يخطئون مرة واحدة فقط، ثاني مرة تدعي خيارا شخصيا
- حطم مبكرا كل عادة أو فعل أو مشكل تتبلور (هذه الأيام) قبل أن تصبح كبيرة ويصعب التخلص منها.
وهنا تتجلى أهمية كتاب نظرية الفستق لما يحمله من معلومات جيدة ترقى للمتلقي وللمجتمع العربي خاصة، استطاع أن يعالج مجموعة من الأفكار السلبية التي تعيق مسار الفرد، ويحث في نفس الوقت على الأمل والاجتهاد للوصول إلى الهدف والأماني مهما كان حجمها فلا نستصغر قواتنا لأن كل شيء يهون في السعي وراء العلا والمطالب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق