قبيلة كالينجا في الفلبين
وشم كالينغا |
من الغرائب والعجائب قبيلة كالينغا أقدم
القرى التي تعمل الوشم التقليدي، و بالضبط في بوسكالان في أعالي جبال كورديليرا في
لوزون الشمالية بالفلبين، على الرغم من اختفاء جميع المحاربين الموشومين ، الا أن
القرية تعج بالنساء المسنات الواشمات.
تبعد بوسكالان بحوالي 15 ساعة عن شمال مانيلا، قرية ذات طبيعة خلابة و
رائعة، تبهر الناظرين، على جبال مخضرة بالأشجار والأرز تتخللها مدرجات سقتها مياه
الانهار والشلالات التي تتدفق من أعلى القمم.
إنها منطقة تغص بالسائحين الأجانب، يأتون من كل حدب وصوب
لدق الوشم على يد أقدم عجوز في المنطقة مختصة.
قبة وانج اودي للوشم " ماما باتوك":
وانج اودي «whang-od »
أمراة مسنة عمرها 102 عام، مات زوجها و هي في سن 25 سنة عندما حاول قطع
الأشجار، لم تتزوج بعده لأنها أحبته كثيرا، فكرست بذلك حياتها للوشم.
mamababatok تعلمت فن "الباتوك"
من والدها، ترسم الوشم بثلاث نقط بالنقر على الجلد بواسطة قطعة من الخشب من شجرة بوميلو
والشوك، مع مزيج الفحم والماء في أنية مصنوعة من جوز الهند، هذه الرموز دلالة على
توارثها التقنية هي وحفيداتها الثلاثة، وعند وفاتها ستستلم الحرفة احداهن، ليتوارث الوشم من الجدة للحفيدة.
هذا الوشم كانت
تقوم به نساء القبيلة قبل الف عام، يعبر عن تكريم المقاتلين عند عودتهم من
المعارك، يعبر عن قوة القبيلة و مكافاءة لأي رجل قتل العدو في المعركة حاملا رأسه
كعربون للشجاعة. كما يمنحه امتيازات خاصة، و احتراما دائما من الأعضاء الآخرين
الذين يعيشون في مجتمعه.
محارب كالينجا:
محارب كالينجا |
احتفظ شيوخ القبيلة
على تقاليدهم رغم أنها بدأت تتلاشى بعد الحرب العالمية الثانية، هؤلاء القدامى
الذين حاربوا الاستعمار الياباني بالرماح والدروع والفؤوس بكل بسالة ونالوا وسام
الكفاءة وهو الوشم على الصدر رمز الجندي المكافح.
وآخر رجل حصل على العلامة الكاملة بين القبائل
آنذاك هو لاكاي ميجيل قبل الحرب العالمية الثانية.
ومميزات البطل وشم
رأس الفأس على الصدر، وعلامات على ظهره، وشم على ذراعيه، ومجسم يرمز الى ضحاياه
اليابانيين. كما يرسم بين عيني البطل و تحت ابطه صليبا باهتا، وثلاث علامات أخرى
شعار تفاحة آدم كعلاج وقائي ضد تضخم الغدة الدرقية، ونقط أخرى خلف الأذن، تمثل حرسه
ضد العدو.
لاكاي ميجل هو قلق
جدا لاندثار هذا الموروث بعده، لان ليس هناك في القبيلة من المحاربين من يحمل هذا
الشعار.
الحفاظ على الموروث الثقافي:
سيدة الوشم مؤمنة باستمرار هذه العادات، وتلقين الدروس لحفيداتها
و تدريبهن لمواصلة هذا الارث وهذه التقاليد رغم الصعوبات تداركا للإنقراض، و
الحفاظ على سلالتهم.
لحسن الحظ، أبدت
ابنة أخت «whang-od »
البالغة
21 سنة من العمر اهتماما بفنون الوشم لأسلافها، لتصبح فيما بعد mamababatok، رغم أن هذا العمل يتطلب الكثير من الصبر والممارسة
والتفاني.لانها ترسخ ثقافة ذات قرون من الزمن، و تعد وجهة سياحية في الفلبين و
مصدر أساسي للرزق في المنطقة.
رسالة من «whang-od » للمجتمع
الدولي:
تغلبت كالينجا على
النزاعات الاستعمارية والقبلية القاتلة التي هددت أمنها وبقاءها في منطقة صعبة
التضاريس، كما أن التبشيرالمسيحي غير نظرتهم الروحية والاجتماعية الى حد كبير، الا
أنهم الآن يعانون من المستعمرين الجدد الذين يغيرون طبيعتهم، ويغتصبون أراضي
الأجداد، بقطع الأشجار، وبناء شركات كهرومائية ، وتدمير الارض باستخراج المعادن، وهذا
يهدد ثقافتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق