أهم الأبعاد التحليلية لرواية اللص والكلاب
رواية اللص والكلاب رواية أدبية مستوحاة من الواقع، تتألف من ثمانية عشر فصل، يحكي الكتاب عن قصة جريمة محمود أمين سليمان، التي شغلت الرأي العام في عام 1961 م، نجيب محفوظ وظف بطل الرواية باسم سعيد مهران.
تحليل رواية اللص والكلاب |
عنوان رواية "اللص والكلاب " يعني اللص في مجابهة الكلاب، ويقصد به المؤلف السارق في مواجهة أشخاص محتالين مفسدين، يجمع العنوان بين التصرفات القدحية والسيئة التي يمكن أن تجتمع في أفراد سيئي السمعة .
الكلاب في الحقيقة من طبعهم الوفاء وليس الغدر، لكن في
الرواية يقصد به الكاتب عديمي الشرف والضمير، ويظهر في غلاف الرواية، امرأة خائفة وهي زوجة سعيد مهران، سبب مشاكله، و نور التي أوته في بيتها في الوقت الذي تبحث عنه الشرطة، وتتعرض للممارسات سادية من طرف زبائنها؟؟ بينما الرجل الذي يظهر بمكانة اجتماعية راقية، مجرد قناع يتستر به، تخفي شكلا بائسا، لأن المظاهر خداعة، هناك تستوطن القسوة والغدر والتهجم .
أما اللص فتجتمع فيه كل الصفات والمفردات المخيفة، السطو، الإجرام، التخطيط، القتل، الهروب، الإختباء، السلاح...
مضمون الرواية في البعد الاجتماعي
من خلال قراءة رواية اللص والكلاب، استطاع الكاتب نجيب محفوظ أن يصور لنا أخلاق المجتمع في تلك الحقبة من الزمن، حيث كشف اختلال المنظومة الاجتماعية أخلاقيا، و دون قيم، مع وجود الفوارق الاجتماعية، الفساد بأشكاله، الخيانة الزوجية، الدعارة، تجارة السلاح، الغدر، الانتهازية والاغتناء على حساب المستضعفين، وسلوك تبتعد عن المبادئ السامية.
مضمون الرواية من الناحية النفسية
عند مراجعة رواية اللص والكلاب، لاحظنا تعاطف المجتمع مع اللص سعيد مهران، واندفاع الكاتب بدوره بهذه الأحاسيس، في القصة يتضح جليا سبب هذا الموقف الإيجابي والتعاطف الانساني الكبير من الناس اتجاه هذا المجرم الذي تألم من خيانة زوجته بعد أن أحبها، لكن كان حبا جريحا مذموما مرصوصا بالغدر، تزوجت من محاميه الذي خانه هو الآخر، لتشتعل جمرة في فؤاده لا ينطفئ شرارها. كل مرادفات القنوط، القلق واليأس ، الحقد والكراهية توحدت فتولد الانتقام، و كبر الغضب ثم نضج بداخله، ليحرك فيه غريزة القتل والكراهية والتهور...خاصة بعد أن تم حرمانه من رؤية طفلته و أمواله، غدر حطمه فعلا، ليتهور و ينتقم من الشرطة ومجموعة من أفراد المجتمع حوله.
البعد الزمني
اعتمد الكاتب العالمي نجيب محفوظ على تقنية الفلاش باك، وذلك يتجلى عند استرجاع سعيد مهران للذكريات الماضية مع نبوبة، وتفاصيل طفولته مع والده، واستعادة ذكرياته مع أستاذه رؤوف، وقد تحدث الكاتب في هذه المرحلة الزمنية ابتداء من خروجه من السجن إلى حدود استسلامه للشرطة.
الشكل والأسلوب الروائي
استطاع الراوي أن يمزج في الأسلوب بين اللغة الفصحى واللهجة العامية المصرية بطريقة بسيطة حتى يقرب المتلقي من الحالة النفسية لشخصيات الرواية، و يحدد الوصف للأماكن والشخصيات بدقة عالية، سواء تعلق الأمر بالصحافة، المقهى، بيت نور، السلطة، الجريمة، الشوارع، الأكل.. كما وظف الحوار المباشر مع الشخصيات لوصف صورهم وحالتهم المختلفة الدرامية.
هذه أهم الأبعاد التحليلية الشاملة لرواية اللص الكلاب، والمنهجية المتبعة من خلال قراءتنا للنص الأدبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق