كتاب السخرية في الثقافة الرقمية كتاب نقدي و دراسة للقيم الثقافية، للخيال النثري، وللفلسفة اليومية للمغاربة على الفضاء الأزرق "الفيسبوك"، السخرية في اللغة العربية التهكم والتحقير، وقد تطرق الكتاب للمفاهيم القديمة للسخرية عبر مراحل، من الشفهي إلى الرقمي.
تعريف الكاتب د.محمد مفضل:
نعلم أن التفكير يتغيربتغير الشروط التاريخية، ولكون السخرية نوعا من التفكير فهي بدورها تتغير وفق الواقع مع طرق الإنتاج و المستوى الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي...
السخرية عبر مراحل:
تطرق الكاتب للسخرية عبر مراحل واستدل في المجتمعات البدائية بالشاعر اليوناني ارشيلوك الذي عاش في القرن 7 قبل الميلاد و شاعر يوناني اخر هيوماكس، حيث كانت السخرية ترتبط في تجلياتهاعلى السب والقذف والهجاء بالسحر.
و السخرية الشعرية في العصر البدائي لم تعرف بالكتابة والقراءة كانت مجرد كلمات منطوقة.
لتنتقل إلى سخرية بالكاريكاتير وذلك بصنع مجسمات ودمى من الشمع والقيام بتدميرها، وفي عصر الجاهلية كان العرب يخافون من الهجاء باعتبارها أداة لتدمير الخصوم في تلك المرحلة الشفهية لان الهجاء كان يحط بقيمتهم، ثم بعدها ظهرت تقنية فوتوشوب في عصر التكنولوجيا بديلا عن الشعر والدمى والمجسمات.. وذلك للخطاب الساخر و تضليل الصورة والمعطى المرئي بعد أن كانت حكرا على وسائل الإعلام، والشركات الإشهارية، لمعانقة أسلوب وتقنية جديدة عصر الفيسبوك.
مفاهيم كتاب السخرية في الثقافة الرقمية:
كتاب السخرية في الثقافة الرقمية انبثق شعاعه إبان الربيع العربي، حين تغير سلوك الفيسبوكيين المغاربة و أصبحوا أكثر اهتماما بالنقد السياسي الساخر، و أبدعوا في نشر منشورات التهكم والسخرية و أنواع الفكاهة.
ويتكون الكتاب من أربعة فصول يتناول مقدمات نظرية للتعريف ببعض المفاهيم الأساسية في البحث كالحياة اليومية، والخيال النثري والحوارية، كما يتطرق لتحليل المنشورات الساخرة على الفيسبوك، ثم يناقش تحليلا تفصيليا لعلاقة ممارسة السخرية بالسلطة والمجتمع والثقافة.
واختيار البحث في السخرية على شبكات التواصل اختيار موفق، لانها أرضية ومناخ الحرية يجعل التعبير فيه أكثر جرأة على انتقاد الوضع السائد، كما أنه أكثر قربا للمواطن العادي.
وقد وثق الدكتور محمد المفضل"mohamed mifdal" نظرياته ومعطياته الثقافية في ضوء تحليلات سّتوسع مجال النقد. كما أشار إلى دور الفيسبوك الذي ساهم بشكل كبير في التشريع والمقاومة و خاصة بعد الربيع العربي.
في الفيسبوك يكون التفاعل اليومي والتنفيس عن الذات، والسخرية التي لعبت دورا ايجابيا في إحراج الحكومة و السياسيين وتصحيح مجموعة من الأخطاء وترقية الخطاب مع إعطائه بعد أكثر واقعية وبراغماتية.
أهداف الكتاب ومعطياته:
ففي هذا الكتاب اهتمت الدراسة باستخراج مجموعة من المعطيات و تحليلها انطلاقا من أسئلة تهم الغاية من أهداف هذه السخرية و أثرها الرقمية على الواقع. وطبيعة النقد الساخر من خلال شرائح اجتماعية وتيارات أيديولوجية مغربية متنوعة.
وقد استهدفت المنشورات الساخرة من الدرجة الأولى الحكومة،التطرف الديني، والإسلام السياسي، الانتخابات، الأحزاب، البرلمانيين، المرأة، نظام المخزن، الإعلام، الفيسبوك، العرب كقومية، الأحزاب، الأسعار، التهميش، الهشاشة، المرأة.
ويبقى هذا الكتاب تجربة جديدة للبحث في السخرية الرقمية في هذا العصر، والباب مفتوح للنقد و التشريح الاجتماعي والسياسي و الثقافي عبر النص الساخر الذي سيعمله الشخص الساخر باختلاف مرجعيات أصحابها.
و يبرز لنا إدراك القيم التي يؤمن بها المغاربة و نوعية الثقافة التي تؤثر فيهم مع معارضة لسلطة النخبة المهيمنة، وتكوين صورة تقريبية عن الأبعاد الثقافية للمجتمع المغربي من خلال تقييم المنشورات على الفيسبوك.