الخميس، 22 مايو 2025

محمد بنيس: شاعر الحداثة المغربية وباحث عن المعنى في اللغة والشعر

محمد بنيس
الشاعر والكاتب محمد بنيس



مقدمة

في المشهد الشعري العربي المعاصر، يبرز اسم محمد بنيس كأحد أبرز رواد الحداثة الشعرية في المغرب. شاعرٌ لا يكتب فقط من أجل الجمال، بل يبحث في كل قصيدة عن المعنى والوجود، عن اللغة والهوية، وعن دور الشاعر في زمن متغيّر. في هذا المقال، نغوص في عالمه الشعري، نستكشف ملامح مشروعه، ونحلل نصوصه التي أدهشت القرّاء والنقاد على حدّ سواء.


1. من هو محمد بنيس؟



وُلد محمد بنيس (mohammed bennis) سنة 1948 في مدينة فاس، وتخرّج في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث تخصص في اللغة العربية وآدابها. إلى جانب كونه شاعرًا، يُعدّ بنيس مفكرًا وناقدًا ومترجمًا، وهو أحد مؤسسي مجلة الثقافة الجديدة وصاحب مساهمات غنية في تطوير المشهد الأدبي المغربي والعربي. ترجمت أعماله إلى لغات عدة، منها الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.



2. الحداثة الشعرية عند محمد بنيس



لا يكتفي بنيس بكتابة القصيدة، بل يسائلها ويعيد بناءها. يرى أن الحداثة الشعرية ضرورة فكرية وجمالية، وليست مجرّد تقليد لنماذج غربية. في قصائده نلمس:


انزياحًا لغويًّا: تتكسّر البنية التقليدية وتُستبدل بفضاء مفتوح على التجريب والتأمل.



تأطيرًا فكريًّا: يؤكد في مقاله أن «الحداثة ليست زينة تُضاف إلى القصيدة، بل هي من صلب الكتابة الشعرية».



3. الهوية المغربية في شعره



رغم انفتاحه على التجارب العالمية، لا ينفصل بنيس عن جذوره المغربية. يتجلّى ذلك في:

التراث الصوفي: إشارات إلى الحكمة والبحث عن الذات.

العمران المغربي:
تصويره للأزقة والقصبات واختلاط الأصوات.

التأمل الفلسفي حول اللغة: جدلية بين القول والكتابة، بين الكلمة والكينونة.


4. تحليل مقطع شعري من أعماله



ليل وميتون
أعمى صديق


في هذا المقطع المكثف نجد:

“ليل وميتون”:


“ليل” رمز للظلمة والغموض.

“ميتون” كائنات وأفكار رحلت عن الحياة، فباتت صامتة.
يجمع الشاعر بين الزمن (الليل) والكيانات المنطفئة ليصور عزلة وجودية.


“أعمى صديق”:


مفارقة قوية بين الصديق—دليل الرحلة—وكونه أعمى.

ربما هو الشعر نفسه؛ يصاحب الشاعر في محنته لكنه لا يبصر له مخرجًا.

أو الذات الشاعرة التي تسير بثقة رغم عدم وضوح المسار.

هنا تشتبك الصور لخلق لحظة شعرية صافية، لا دليل فيها سوى اللغة، التي تكافح العتمة رغم عمى البصيرة.


5. محمد بنيس والمشهد الشعري العربي



يُعتبر محمد بنيس مرجعًا أساسيًا في دراسة الشعر العربي المعاصر، لما قدمه من:

تنظيرٍ للحداثة: مواقف نقدية وفكرية حول القصيدة.

ترجماتٍ مهمة: نقلت قصائد عالميين إلى العربية.

دورٍ نقدي: عبر عن رؤى جديدة في مواجهة المؤسسات الثقافية.

خاتمة:

انه شاعر في مواجهة العالم

تجربة محمد بنيس تتجاوز الشعر إلى سؤال “لماذا نكتب؟” و“كيف نعيش في عالم متحوّل؟ من خلال نصوصه، يظل يسائل اللغة والزمن والهوية، باحثًا عن بصيص جمال في قلب العتمة.


شاركونا رأيكم:
هل قرأت شعر محمد بنيس من قبل؟ وأي ديوان شدّك أكثر؟ اترك تعليقك أدناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق